تنشيط تعدين الذهب
أولاً :
ثانياً :
ثالثاً:
وقد استمر تنشيط تعدين الذهب في مناطق الصحراء الشرقية خلال حكم البطالسة في مصر ثم على فترات متقطعة خلال حكم الرومان. وخلال القرن السادس عشر والقرن السابع عشر وفي اوائل القرن الثامن عشر كانت هناك بالسودان مملکتان مستقلتان. هما مملكة الفونج وعاصمتها سنار بالنيل الازرق وكان نفوذها ممتداً حتى هضبة الحبشة، والمملكة الثانية كانت في غرب السودان وتعرف باسم مملكة تقلي وكان مركزها منطقة جبال النوبة جبال الذهب، وتحت حكم مملكة الفونج كانت تقع منطقة بني شنقول التي اشتهرت على مر القرون بأوديتها التي يظهر فيها ( التبر) كلما سالت مياهها وفي خلال القرن السابع عشر وقعت تقلي تحت سيطرة مملكة سنار، وتبع ذلك تدفق التجار والحرفيين الى مناطق تقلي ومنها مناطق جبال النوبة والتي لم يكن اهلها على علم بما تحويه جبالهم وأوديتهم من عروق الذهب وتبره، وادى ذلك الغزو الى اكتشاف التبر في جهات شيبون واوتورو، وتيراماندي في اواسط جبال النوبه وبدأت منذ ذلك الحين انشطة مكثفة للبحث عن الذهب في هذه المناطق. وفي الفترة بين عامي 1831 - 1932 قام المهندس «لينادي بلفوند» من قبل محمد علي والي مصر، باكتشاف صحراء العتباي المشتركة بين مصر والسودان للبحث عن مناجم الذهب القديمة. ثم زار السودان خلال عامي 1837 - 1838 العالم النمساوي «رو سيجر» من قبل محمد على أيضاً ورأى استخراج الذهب من مواقع تيراماندي بجبال النوبه، وفاز، وغلى ، وبني شنقول قرب الحدود الأثيوبية. وفي القرن الحالي وصل السودان عدد من الشركات المشتغلة بالتعدين وصل عددها إلى إحدى عشر شركة منحت تراخيص للبحث عن الذهب تغطي معظم مساحة السودان، واستمر هذا التنشيط الاستكشافي والتعدين حتى 1911 ونتج عنه اعادة تشغيل ببعض مناجم الذهب في الصحراء الشرقية وقرب وادي النيل بشمال البلاد. منطقة الصحراء الشرقية وتظم هذه الصحراء الواقعة بين نهر النيل والبحر الاحمر اربع مناطق رئيسية لتعدين الذهب، ومن اهم مناجمها «جبيت» الذي يبعد عن مرسي محمد قول بساحل البحر الاحمر مسافة 105كم وصخور المنطقة اغلبها بركانية قديمة، واول ما نشر عن هذا المنجم كان عام 1896 ثم زاره أحد المستكشفين عام 1900 ومنح أول ترخيص للاستغلال له عام 1904
رابعا:
الاهمية، منها أبو هيثم -
جبل شيوب - كاموتيب - جبل شرد - نجيم - ناواري. ولم يعاود تشغيل اي منها خلال
القرن الحالي. كذلك منطقة شرق النيل بين مدينتي وادي حلفا ودنقلة. وتوجد بها
مجموعة من المناجم القديمة للذهب منها - أم فحم - عديله – حيسوب - سرس - ابو صاري
- الدويشات وكان اهمها منجم الدويشات على مسافة 80 كم جنوبي وادي حلفا والذي أعيد
افتتاحه وتشغيله خلال السنوات 1951 - 1954 وكانت من اهم مزاياه قربة الشديد من نهر
النيل. اما في جبال النوبة يرجع تاريخ بدء النشاط التعديني لاستخراج الذهب الى
مائتي عام وكان الذهب المستخرج منها معروفاً في اسواق الفاشر - الابيض – امدرمان.
ويوجد الذهب تبراً في رمال الادوية وقد عرف في جهات: تيراماندي - شيبون - تيرا
الخضراء - لوخة - شواى - فيرابه - دنقق - أنورو. وقد استخرج أهل النوبة الذهب علي
نطاق واسع من بعضها . واهم المواقع تيراماندي وتغطي مساحة 50 كيلو متراً مربعاً،
وقد أعيد الاهتمام بدراسة هذه المناطق ولكن نتائج الدراسة لم تكن بمشجعة لاعادة
استغلالها. اما في منطقة الفونج يوجد تبر الذهب في الأودية بمناطق الروصيرص
والكرمك قرب الحدود الاثيوبية. وتاريخها القديم في الاستغلال معروف في الاساطير
والاهازيج الشعبية في السودان حيث يذكر دائماً ذهب بني شنقول، وقد أعيد بحث مواقع
عديدة للأدوات الحاملة للتبر منذ أوائل هذا القرن وذلك بفرض استغلالها على نطاق
واسع وبطرق آلية حديثه ولكن النتائج لم تكن مشجعة لمثل هذا الاستغلال وإن كان
الأهالي هناك يمارسون مهنة استخراج هذا التبر طول شهور السنة عدا شهور يونيو
ويوليو وأغسطس، ويعتبر ذلك مصدر الرزق والدخل للأهالي هناك. اما المناطق
الاستوائية وبحر الغزال فقد استكشفت مناطق المديرية الاستوائية ومديرية بحر الغزال
خلال الفترة من 1920 الى 1930 وأمكن تحديد بعض المواقع التي تحوي مياه الانهار تبر
الذهب وهي موقع بين حفرة النحاس وديم الزبير - بين نهر إيبا وفروعه ويقوم الاهالي
هناك باستخلاص الذهب على نطاق ضيق.
خامساً :
منجمان في صخور الجابرو - 10 مناجم في سدود بركانية وصخور اليورفير والفلسيت والتراكيت - 5 مناجم على حواف التماس بين صخور بركانية وصخور متحولة. وتتمثل السدود البركانية الحاملة للذهب في مناجم فطيرة وام فجل وابومريوات ومراحيب وسيجه وكردمان والصباحية. أما بقية المناجم فهي عبارة عن عروق من المرور الحاملة للذهب وهي تمثل أغلبية المناجم، ومن الناحية المورفولوجية تجد عروق المرو محدودة الطول أفقياً، لا يتجاوز عادة بضعة مئات من الأمتار، ولكنها قد تصل أحياناً إلى 900 - 600 متراً (كما في حالة مناجم ابو دياب وسموت والبرامية والسد والعريضة). وسمك العروق لا يتجاوز عادة 06 - 1,5 متراً كما هو الحال في مناجم ام الجرايات وعتود والبرامية والسد)، ولكن هذا السمك قد يصل الى 3,6 - 6 أمتار كما) في مناجم سمنة والسكري وام عجات وسيجة). وفي الامتداد لرأسي للعروق تجد أنه لا يتجاوز عادة 100 - 150 متراً حيث يضيق سمك العرق الى بضعة عشرات أو أحاد من السنتمترات ويصبح غير ذي قيمة اقتصادية إلا أنه في بعض الاحيان النادرة يمتد في العمق الى ابعد من التقدير المعتاد، فنجد منجم الفواخير يمتد الى عمق 455 متراً. وحبيبات الذهب في عروق المرو توجد مصا الحية عادة لبعض الكبريتورات واهمها البيريت والكالكوبيريت، وتوزيع الذهب في العروق غير منتظم على الامتداد الافقي والرأسي وهو في المتوسط يتراوح ما بين 11 - 30 غراماً من الذهب للطن من المرو. وقد ترتفع هذه النسبة فجأة في بعض أجزاء المنجم لتصل الى 450 غراماً من الذهب للطن من المرو الا ان الشائع ان تتناقص متوسطات نسبة الذهب كلما توغل المنجم في العمق. وعادة ما يكون الذهب مصحوباً بالفضة، وهذا شائع في كل المناجم تقريباً. وتتفاوت نسبة الذهب الى الفضة من منجم لآخر ففي منجم عطالله تكون نسبة الذهب الى الفضة 1:3 وفي منجم أم الطيور تكون النسبة 1:10 وفي منجم كربياي تصل النسبة الى 1:17. تعدين خامات الذهب لم يضف البحث الحديث اكتشافاً جديداً الى ما عرفه القدماء من مناجم وعددها يزيد عن 95 منجماً متناثرة في الصحراء الشرقية، واستطاع القدماء بوسائلهم البدائية أن ينحتوا الانفاق ويستخرجوا المرو الحامل للذهب من اعماق وصلت الى 50 متراً من سطح الارض. وتمتعوا بالقدرة على التمييز بين الاجزاء الحاملة للذهب فأستخرجوها، والاجزاء الخالية من الذهب أو الفقيرة فتركوها أعمدة ودعامات داخل المناجم، واستطاعوا أن يختاروا أصلب الاحجار لاستخدامها في طحن الخام. وعرفوا كيف يستخلصون الذهب بالماء، وكيف ينقونه