نبذة عن تاريخ الذهب
أولاً :
لقد
كثرت المعادن على اختلاف انواعها في مصر وخاصة الذهب والفضة والحديد والقصدير
والنحاس كثرة كبيرة نتيجة لذلك يدل عليه ما جاء في وصف المنشآت الدينية وغير
الدينية المتنوعة في عهد مصر القديمة والتي لا زالت اطلالها قائمة ليومنا هذا .
كان ينفق فيها الكثير من هذه المعادن وخاصة الذهب والنحاس للتزيين والزخرفة
والتماثيل وصناعة العصي الخاصة التي كانت جزء من ازياء ملوك الفراعنة في مصر
القديمة، تصنع عصا الملوك من الذهب الخالص وتلون بالمينا الملونة تنساب على شكل
خطوط حلزونية ملتوية من طرف العصى الى طرفها الأخر بشكل فني جميل كذلك كان يغدق
على دور العبادة من هدايا فيها مقادير عظيمة من أواني الذهب والفضة والنحاس
والحديد، والى هذا فقد عثروا في سيناء وبلاد النوبة والواحات على مناجم لأنواع
عديدة من الحجارة الكريمة وخاصة الفيروز والعقيق واللازورد فاهتموا لاستغلالها
استغلالاً واسعاً ومهروا في تصنييعها . ومثل هذا يقال بالنسبة للمرجان واللؤلؤ
اللذين كانوا يستخرجونهما من شواطيء البحر الاحمر ويصنعون منها الحلي المتنوعة.
هناك آثار قديمة جداً تدل على اعظم الهدايا التي كانت تقدم من الملوك إلى الآلهة
ومنها الآلة آمون وقد عثر على مخطوطة من عصور مصر القديمة يخاطب فيها أحد ملوك
الاسرة العشرون يخاطب امون بقوله «لقد صنعت لك مائدة للقرابين من الفضة المطرقة
المموهة بالذهب الجميل والمرسوم عليها مناظر بالذهب ملبسة حاملة تماثيل الملك
المصنوعة من الذهب المطرق، لقد عملنا لك حمالة كبيرة لأواني حوش معبدك مموهة
بالذهب الجميل ومرصعة بالاحجار الكريمة. وأوعيتها من الذهب وهي تحوي النبيذ والجعة
اللذين يقدمان لك كل صباح، لقد صنعت لك موائد كبيره من الذهب المطرق منقوش باسم
جلالتك الاعظم مع دعائي لك، لقد صنعت لك موائد اخرى من الفضة المطرقة محفور عليها
اسم جلالتك وكل اوقاف معبدك، لقد شيدت سفينتك المسماة اسرحت) طولها مئة وثلاثون
ذراعاً مصرياً من خشب الأرز المستحضر من الاملاك الملكية. وكانت مموهة بالذهب الى
سطح الماء كسفينة الشمس وقت ظهورها من المشرق، وصنعت لك في وسطها ناووساً عظيماً
من الذهب الجيد مرصعاً بالاحجار النفيسة.
«تأريخ
معرفة الذهب» وقد جرب البابليون تحويل المعادن الخسيسة الى معادن ثمينة ووصلوا من
ذلك الى معلومات مهمة عن خواص المعادن والطرق الكيمياوية، ولم تقتصر محاولاتهم على
المعادن، بل تناولوا بعض الاحجار الكريمة وحصلوا بطريقة التمويه والتقليد على
نتائج هامة. ويمكن ان يسلك في هذا ما وصلوا اليه من صناعات الأصباغ والعقاقير
والصابون والعطور والميناء المزججة واستخدام هذا في الصباغ والرسم وتزجيج الآجر
والفخار. ومع ان معظم هذه الصناعات عملية فانه عثر في خزانة اشور بانيبال الملك
البابلي على مؤلفات مهمة في صنع الزجاج والتزجيج اقدمها من القرن السابع عشر قبل
الميلاد، ومما عثر عليه وصفة كيمياوية في عمل حجر اللازورد اي تقليد الطبيعة،
ووصفة في عمل الزجاج والتزجج والميناء. المصعد ومع أنهم كانوا يحصلون على النار من
طريقة القدح بالصوان فأن هناك آثاراً تفيد انهم عرفوا خواص الكبريت الطبيعي بل أن
بعض الباحثين يرجحون أنهم صنعوا نوعاً من الثقاب. وقد عرفوا بعض طرق الكيمياء
التصعيدية واستخرجوا بها ما يسمى بالسليماني والزئبق والامونيا من السماد المحروق
بالاضافة الى اكتشافهم الزئبق واستخراجهم اياه من الزنجفر، وعرفوا واستخرجوا
الرصاص الأبيض الناتج عن تفاعل الخل مع الرصاص كما عرفوا واستخرجوا الرصاص الاحمر.
وقد عثر على وصفة بابلية لاستعمال الذهب في الزجاج وصنع الزجاج الارجواني. ولا
يستبعد ان يكونوا عرفوا الماء الملكي الذي يذيب الذهب، وهو ما قد استخرجه جابر بن
حيان الكيماوي العربي. وقد استخدموا معارفهم الكيمياوية في استخراج الأدوية
المعدنية وسجلوا ما لا يقل عن 120 نوعاً من أنواع هذه المواد المستعملة في الطب.
كما تفنن العراقيون القدماء بالنقش على الاحجارة الثمينة كالازورد والعقيق، تستعمل
لختم العقود والواح الطين من الكتب والرسائل، وتدل طريقة نقشها بصورة معكوسة
واتقان تلك الصور على مهارة فنية بالغة، وكان ينقش على الختوم جمل قصيره مع اسم
اصحابها والقابهم لانها كانت بمثابة تواقيعهم، وكانوا يدحرجون الختم الاسطواني على
لوح الطين بعد كتابة الرسائل او العقود عليها فيترك طبعة منقوشة عليه، ثم يقومون
بشي اللوح الطيني في
ونصبت
على السفينة رؤوس خرفان ذهبية من المقدمة الى الموخرة تعلوها التيجان والاصلال هذا
يدل على مدى التقدم في تصنيع المعادن الثمينة ايام الحضارات العربية القديمة، بما
تمتاز من روعة الفن وقوة الإتقان في التصنيع والمعرفة والتطعيم بالاحجار الكريمة
للقطع المعدنية المصنعة قبل الميلاد بآلاف السنين. كل الدلائل تشير بأن الحضارات
البابلية والاشورية والفرعونية، هي منبع العلم والآداب والابداع والتقنية
والاستحداث المتطور، والفن الرفيع في كافة مجالاته الدقيقة. مما زاد من اطماع
الدول والامبراطوريات الغربية، في سرقت ما وقعت ايديهم عليه من مخطوطات ودلالات
تجمع تلك العلوم والفنون ايام الحضارات القديمة ولغاية قرون اعقبت ظهور الاسلام في
ارض الاسلام، وقد استغل الغرب تلك الاسس التي ازدهرت فيها حضارات العرب القديمة
أحسن استغلال، وتطويرها لأفضل حال مما ساعدهم على السيادة في العالم والسيطرة على
الشعوب، بعد استعمار تلك البلدان العربية لفترة طويلة من الزمن، تمت لهم خلالها
التنقيب والتحري عن كل وسيلة من وسائل التقدم واسباب ازدهار الحضارات العربية في
مجال العلم والفن والعمارة. مما أتاح لهم في فترة الاستعمار نقل كل تلك الآثار
والمآثر النفيسة الى اوطانهم لتحليل مضمونها وتقوية اسس علومهم التي اعتمدت علي
المصادر العربية والاسلامية الاصلية، وقد اغتنت خزائنهم ومكاتبهم ومتاحفهم بما هو
غني وعظيم من مخطوطات علمية ودوائر معرفة واسعة ومصادر علمية تدل علي مصدرها
الحضاري العربي القديم.
ثانياً :
الطرق.
وكان سبب ذلك ما يدل على انه كان مورد ثروة فياض للدولة يهون في سبيله ما كانوا
يسيرونه من حملات ويتكفلونه من مشقات. ولقد كثرت المعادن على اختلاف انواعها في
مصر وخاصة الذهب والفضة والحديد والقصدير والنحاس كثرة كبيرة نتيجة لذلك يدل عليه
ما جاء في وصف المنشآت الدينية وغير الدينية المتنوعة في عهد مصر القديمة والتي لا
زالت اطلالها قائمة ليومنا هذا . كان ينفق فيها الكثير من هذه المعادن وخاصة الذهب
والنحاس للتزيين والزخرفة والتماثيل وصناعة العصي الخاصة التي كانت جزء من ازياء
ملوك الفراعنة في مصر القديمة، تصنع عصا الملوك من الذهب الخالص وتلون بالمينا
الملونة تنساب على شكل خطوط حلزونية ملتوية من طرف العصى الى طرفها الأخر بشكل فني
جميل كذلك كان يغدق على دور العبادة من هدايا فيها مقادير عظيمة من أواني الذهب
والفضة والنحاس والحديد، والى هذا فقد عثروا في سيناء وبلاد النوبة والواحات على
مناجم لأنواع عديدة من الحجارة الكريمة وخاصة الفيروز والعقيق واللازورد فاهتموا
لاستغلالها استغلالاً واسعاً ومهروا في تصنييعها . ومثل هذا يقال بالنسبة للمرجان
واللؤلؤ اللذين كانوا يستخرجونهما من شواطيء البحر الاحمر ويصنعون منها الحلي
المتنوعة. هناك آثار قديمة جداً تدل على اعظم الهدايا التي كانت تقدم من الملوك
إلى الآلهة ومنها الآلة آمون وقد عثر على مخطوطة من عصور مصر القديمة يخاطب فيها
أحد ملوك الاسرة العشرون يخاطب امون بقوله «لقد صنعت لك مائدة للقرابين من الفضة
المطرقة المموهة بالذهب الجميل والمرسوم عليها مناظر بالذهب ملبسة حاملة تماثيل
الملك المصنوعة من الذهب المطرق، لقد عملنا لك حمالة كبيرة لأواني حوش معبدك مموهة
بالذهب الجميل ومرصعة بالاحجار الكريمة. وأوعيتها من الذهب وهي تحوي النبيذ والجعة
اللذين يقدمان لك كل صباح، لقد صنعت لك موائد كبيره من الذهب المطرق منقوش باسم
جلالتك الاعظم مع دعائي لك، لقد صنعت لك موائد اخرى من الفضة المطرقة محفور عليها
اسم جلالتك وكل اوقاف معبدك، لقد شيدت سفينتك المسماة اسرحت) طولها مئة وثلاثون
ذراعاً مصرياً من خشب الأرز المستحضر من الاملاك الملكية. وكانت مموهة بالذهب الى
سطح الماء كسفينة الشمس وقت ظهورها من المشرق، وصنعت لك في وسطها ناووساً عظيماً
من الذهب الجيد مرصعاً بالاحجار النفيسة.
ثالثاً :
النحاس لصنع ملاغم الذهب وفي نص، يعود تاريخه الى الألف الأول قبل الميلاد نقرأ - أنه لكل (3) مينا من الذهب يضاف (1) مينا من الهيماتيت، و (1) مينا من النحاس، ويروى نص آخر، إن النحاس والهيماتيت كانا ضمن ملاغم الذهب. في سعر الذهب إن الاشارة الى الاسعار ، تنعكس من خلال مراحل متعددة من العمل الشاق و الصعوبات الحصول على الذهب وتصفيته على الأغلب. كما يتضح ذلك من المعاملات التجارية. ففي الألف الأول قبل الميلاد، كانت قيمة الذهب تتباين بدرجة كبيرة، كما هو الحال في الوقت الحاضر، فإن أحد النصوص، كان قد نص: 5 شقلات من الفضة لقاء 1/3 شقل من الذهب وكانت الاسعار تتراوح تقريباً بين 1:6 وبين 1:17 ، في العهود البابلية الجديدة من المؤكد، ان درجة تصفية الذهب كانت هي الدليل الحاسم مادامت اختلافات الاسعار قد وقعت في التاريخ نفسه. ويروي نص آخر له أهميته، محدد أسعر الذهب، نسبة الى المعادن الأخرى: 10 طالين من النحاس تعادل 31 شقلات من الفضة. . 37 مينا من الرصاص تعادل 551 شقل من الفضة. تعادل 1 55 4 طالبنات و 17 مينا من الحديد تعادل 2/3 مينا و 2 2 شقل من الفضة .. في فترة أقدم نوعاً ما 1725) قبل الميلاد)، في عهد حمورابي، كانت نسبة الفضة الى الذهب 1:6 وفي عهد السلالة الأولى في بابل، كانت النسبة كالآتي: ذهب = 1 الفضة = 6/1، النحاس 3600/1. وفي خلال الألف الأول والألف الثاني قبل الميلاد. كانت اسماء الملاغم المختلفة تستعمل للدلالة على نقاوة الذهب، في التقارير الرسمية. وفضلاً عن ذلك، ففي نصوص خاصة وفي البيانات القانونية، وبيانات أوساط رجال الاعمال، كانت قيمة الذهب تتبين بشكل جلي بطريقتين: - -1 بمعادلة في وزن الخالص من الذهب
رابعا:
الوحدة الثانية «إن الكتابة هي أم الخطباء، وابو العلماء» (حكمة سومرية) من دواعي البحث، والمعرفة وكذلك الاستناد الى حقائق اكيدة وصحيحة، يجب دائماً العودة الى الاصل، وباختلاف جذوره وحقائقه، وجعل هذا الاساس اسناداً يمكن الرجوع اليه واثبات ما يدعو للمناقشة رغم اندثاره، فالاساس يبقى اساساً لكل مادة او معنى. ومن يحاول البحث والعمل في معدن الذهب يتوجب عليه دراسته دراسة مستفيضة من اصل وتاريخ ووجود وتكوين، وصلابة وامتزاج ايجابي مع غيره وسلبياً مع أخرى من المعادن القريبة والبعيدة عنه وما يحمله من صفات عادية وجوهرية، فيزيائية وكيميائية ... الخ لقد عرف معدن الذهب لجماله ولونه البراق الاصفر، منذ عصور سحيقة، كما دلت مصادر الألواح المسمارية، أيام الحضارة السومرية والبابلية لحضارة وادي الرافدين في العراق. واكدت هذه الوثائق المسمارية على تصفية ذهب بلاد ما بين النهرين القديمة. إن كثيراً من العمل السابق في هذا الحقل، وقد أمكن حدسه على نطاق واسع، في طبيعة التخمينات الاستقرائية لصناعة التعدين في العهود الرومانية وتؤمن نصوص القدماء، أنفسهم بالقاعده الاساسية لهذه المناقشة. لقد تشكى ملك بابل، بورا بورياش (1385-1361 قبل الميلاد)(1)، الى أمينوفيس الرابع، من النوعية المرديئه للذهب الذي بعثه الملك المصري اليه. ذلك لانه بعد تعريضه للنار، لم يتبق من أصل (20) مينا من الذهب، سوى (5) مينا . وعلى أية حال، فأن سكان ما بين النهرين القدماء عرفوا الذهب، في حقبه أقدم بكثير فلعدد من المنتجات الذهبية للألف الرابع قبل الميلاد (3500-3100 قبل الميلاد)، ثمة بعض الارقام على نقاوتها . وهذا يتراوح بين 2-22 قيراط، أو النسبة 291 - 910.6 بالنسبة الألفية. إن المعادن الاساسية التي تشكل عنصر الاشاية هي النحاس، بكمية صغيرة من 32 - الى (من 32% 2.65 قيراط ما عدا سبيكة الرماح الخاصة (10.35 قيراط، والفضة. حيث تصنع منها رؤوس الرماح الخاصة، وقد وجدت هذه القطع جميعاً في الجناح الامامي لمقبرة تعود الى السلالة الاولى.
خامساً :
لقد
كان الذهب يستحصل في الصور القديمة، بتعدين المتبرات، أي من الرواسب الغرينية إن
كافة الاشارات القديمة الى اصل الذهب تشير الى ترابه. وعلي اية حال، ثمة نص من
مدينة أور القديمة، يعود تاريخه الي الألف الثاني قبل الميلاد، ينص كالتالي: ذهب
أحمر (10) شقلات من الصخر المسحون ...). إن هذا هو النص الوحيد المعروف، الذي يشير
الى الاستخراج غير المتبري للذهب. مصطلحات الذهب ورموزه، قديماً (1) وكما هو
متوقع، بالنسبة لمثل هذا المعدن الشائع، فقد كانت للذهب وشوائبه أسماء كثيره،
وكذلك عدد من المؤهلات الوصفية في بلاد ما بين النهرين وكانت بعض الاصطلاحات
المستعملة، هي: ذهب جيد - ذهب أخضر - ذهب ابيض - ذهب احمر - ذهب جيده - ذهب مصفى.
كان يطلق على معدن الذهب، وذلك في الألف الأول قبل الميلاد بـ (معدن الشمس) كذللك
يستعمل مصطلح الذهب في النصوص الرسمية والمراسلات القانونية وتستعمل الملاغم صفراء
ضاربة الى الحمرة، وهي معدن ثمين للتكسية الخارجية وربما طلاء الألواح المستخدمة
في المراسلات لعله كان يحتوي على النحاس بسبب حمرته الظاهرة. أما الملاغم الأخرى
فكانت أخف لوناً ، ولعلها تحتوي على معدن الفضة. كان الذهب الاحمر يعتبر الأرفع
نوعية، خصوصاً حين يستعمل لحاجيات تلبيس . وكان ثمة اسم آخر له، وهو «الذهب
الداكن». الملاغم: إن الملاغم غالباً ما تحدد، أو يشار اليها ضمناً، في ادبيات
الألواح، ويذكر نص من العهد البابلي القديم. يعود تاريخه الى الألف الثاني قبل
الميلاد النحاس أو ملغم الذهب». ويرد في نص آخر شريحة من الذهب كأنها ملغمت
بالنحاس >>> وعلى نحو أكثر تحديداً ، كان (لكل) مينا من الذهب ملغم بنسبة
(1) مينا من النحاس واكثر من ذلك لكل (5) مينا من الذهب يضاف (2) مينا من النحاس
كما استخدمت بعض خامات الحديد حمراء اللون تسمى بالهيماتيت حجر الدم مع 172